نظرة حياء- مديرة المنتدى
- عدد المساهمات : 319
نقاط : 227694
تاريخ التسجيل : 24/08/2013
العمر : 45
الموقع : https://nazrt7ia.forumarabia.com/
من طرف نظرة حياء الأربعاء نوفمبر 13, 2013 7:21 pm
نعيش كثيرا من الاحداث
ولكن مرحلة الطفولة تخزن مواقف الحياة فيها بشكل مختلف
لبراءتها لنقاء قلوبنا فيها
حين كنت طفلة تعرضت لموقف لم ولن انساه ابدا
كان قاسي جدا لفتاة بعمري
ربما مررت بغيره قبله او بعده لكنه كان الاول في احتفاظ ذاكرتي به
كنت حينها في الصف الثالث الابتدائي
عمري تسع سنوات
لسبب لا اعرفه تعرضت للظلم واتهمت بما لم افعله
ربما كان موقفا بسيطاً ولكنه لي كطفلة كان قاسي جدا
احدى قريباتي كانت تدرس معي منذ الصف الاول
قدر الله ان ترسب ونحن بالصف الثاني
لم افكر يوما ان اسخر منها او استهزء بها
ولكن لحكمة يعلمها الله كنت اسير مع احدى فتيات حينا ومعها صديقتها ومررنا بهذه الفتاة
لم اتكلم ولا اذكر اني فتحت فمي بكلمة واحدة ولكن وجودي كان يكفي ان اتهم
هذه الفتاة قالت لقريبتي انتي بليدة عدتي السنه لا اتذكر هل ضحكت ام لا
لكن هذا ما تسعفني الذاكرة لتذكره
ليس هنا مربط الفرس ولكن ماحدث اليوم التالي كان المشهد الذي لاينسى
ذهبت لمدرستي وحين كنت في طريق العودة
كان هناك من ينتظرني انها ام تلك الفتاة
كانت تراقب الطريق من نافذة منزلها بالدور الثاني
وما ان رأتني مقبلة حتى انهالت بوابل من الكلمات لشدة قسوتها لا اريد تذكرها
طفلة في التاسعة من عمرها تسب وتشتم وعلى الملاء وهي لم تفعل شيئاً
جريت وانا ابكي اريد الوصول للمنزل لاخبر امي بالذي حدث معي
فتلك الخالة قريبة لوالدتي
وقد هالني في المنزل ايضاً استقبال والدتي بحفلة اخرى
فالخالة مشكورة قد ذهبت باكراً تشتكي لوالدتي قلة ادب ابنتها
وقد نالني من امي العقاب المناسب لفعل لم افعله
اخبرت امي ماجرى ورغم انها صدقتني الا انها قالت ولو ما كان لازم تكوني معها
ما ربيتكم تغلطون على بنات الناس
لم احمل بقلبي شيئاً على والدتي لانها عاقبتني لتربيتي
لكني الى هذه اللحظة لم انسى مافعلته الخالة بي
لا احمل لاحدهم كرها او ضغينة ولكن مرارة الظلم لازلت اشعر بها في حلقي
من قال ان الصغار لا يعون معنى الظلم
معنى الاهانة
بل ربما فاق شعورهم شعورنا بها
نحن نعيش مواقف لكثرتها وشدتها قد نرى ان هذا ارحم من ذاك
ربما لشدة ما نقاسي نقوم بمقارنة احوالنا بغيرنا فنرى فرقاً شاسعاً يجعلنا نشكر الله ان خفف عنا
اما الاطفال فلا يرون الا مايحيط بهم وما يتعرضون له مباشرة
فكن حريصا معهم فذاكرتهم لن تنساك طيباً كنت ام بشعاً انسانا كنت او وحشاً
وتأكد ان صورتك الطيبة او الخبيثة سيكون لها نصيب من تعامل هذا الطفل معك مستقبلاً
لا تحتقرق طفلا مهما كان غبياً او شقياً واعلم انه بيوم من الايام ربما كانت حاجتك لديه
فأنت اليوم قوي وهو ضعيف
وغدا ستكون ضعيفاً ويكون قوياً
تعلمت من هذه الذكرى ان قسوة الوالدين ليست ظلماً وانما تقويماً لما يرفضانه فينا
مهما قسو ومهما عنفو بل لو وصل الى الضرب فليس في قلبهما حقد او ضغينة علينا
وانما حب ورحمة ورغبة ان نكون الافضل دائما
هذه صفحة من ذكرياتي ومرارة ظلم عشت لحظاته حتى نقش في اعماق ذاكرتي
اسأل الله ان يحمينا من الظلم فهو ظلمات
اختكم تلك التي تختبئ خلف نظرة حياء