اصنع سعادتك وارسم لوحتك

خليط الوان

لوحة فنان

أشجار وريحان

عطورات و روائح من كل الانواع والاشكال

هكذا هي الحياة

مزيج من كل لون وشكل

أفراح وأحزان

عيون تدمع فرحاً وعيون تذرف دمعها حزناً

سنة الحياة و أقدار الله النافذة

أعجب كثيراً حين تتوقف حياة البعض على دنيا زائلة وحياة فانية

هي دقائق معدودة ولحظات محدودة

اعجب كثيراً حين أرى نفسي تنظر لهذه الدنيا وزخرفها بشيء من الرغبة

لو كانت تستحق لكان الله سبحانه وتعالى منحها قدراً اكبر من جناح بعوضة

ولكان سبحانه جعلها هي الحيوان

ولكنه جعلها باب عبور لعالم هناك لنا

جعلها اما طريق جنة او سبيل نار

فخذ منها ما يسعدك ويعينك على عمارة اخرتك

أين الجبابرة

أين ملوك الارض

اين من حكموها من أقصاها إلى أقصاها

أين من ملكوا الكنوز

هل أخذ أحدهم معه منها شيئاً أم أنه حين رحل

رحل وحيداً فقيراً منقطعاً منها

أصبح تحت رحمة ملك الملوك

وهو كان تحت رحمته لكنه ظن أنه القوي لم يعلم أن قوته فضل من الله

ليبلوه أيشكر أم يكفر فإن كان من الشاكرين فاز بسعادة الدارين

وان كان من الكافرين رحل سريعاً ليجد ما يستحقه من عقوبة الا أن يرحمه الله تعالى

عجباً لنا وعجباً لاحوالنا

حين نتهم دولة او مسؤولاً أنه أكل رزقنا

أنه حرمنا حقنا

وماهو معلوم أنه لن يموت عبد حتى يستوفي أجله ويستوفي رزقه

فلماذا نبكي ولماذا نذل أنفسنا ونسيء لفلان من الناس ونتهمه أنه أكل حقنا وسرق اقواتنا

حتى لو كان فعل هذا حقاً

فلديه رب يحاسبه و يعاقبه بما يناسب جرمه

أما نحن فلما نغتاب فلان فيفوز بحسناتنا و نخسر صالح أعمالنا

فلا نحن حافظنا على اعمالنا الصالحة

ولا نحن نلنا ما نظنه سرقه منا

وآسفي على حالنا وآسفي على عقول خاوية لا مكان لتفكير فيها

تسير خلف الركب إن هتفوا بشعارات هتفت تلك العقول معهم

جاهلة ما تخفيه من مكر وخديعة ونفاق وضغينة

اليست الحياة أجمل واقصر من أن نضيعها في صغائر الامور

أليس من الاولى لنا عمارتها ذكراً وعملاً وتوكلاً وحسن ظن برب كريم رحيم

فهو سبحانه أرحم بنا من أمهاتنا

لماذا لا نمسك ريشة الواننا نلون صفحات حياتنا الواناً مشرقةً زاهية

نجعل كل يوم لوناً وكل يوماً احتفالا

نحتفل أننا مسلمين فكم من ضال ونحمد الله أن هدانا للاسلام وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله

نحتفل أننا معافين فكم من مريض يتقلب على جمر الوجع و الألم

نحتفل أننا نملك أُسرا فكم ممن لا اسرة له ولا اهل

نحتفل أننا نملك عقولاً تعي وتدرك فكم من مجنون لا عقل له

نحتفل أننا نملك قلوباً نعي بها فكم ممن لا قلب له فقد جرفه الشيطان فعبث بقلبه

نحتفل أننا نملك عيوناً نبصر بها فكم من اعمى يتمنى أن يرى لثانية

نحتفل باطرافنا تنقلنا و تعيننا على التنقل حيث نريد

فكم ممن لا يستطيعون الحراك ويحلمون بسجدة لله

ونحن نقصر كثيراً في عبادتنا

كثيرة الواننا

كثيرة هي نعم الله علينا

واعجبي على أحوالنا

على ضعف إدراكنا لسبب خلقتنا في هذه الدنيا وهي عبادة الرب جل جلاله

لننشغل عنها بدنيا وزينتها لنجعل من حوارتنا تجمعات وسهرات اطباق و ملبوسات

نفتقد لحظات ذكر وتذكير تحيي القلوب وتيقض فينا الشعور

انت يامن تبكي حزن باعماقك هل جربت سجدة تشكي فيها همك لربك

انت يامن تبكي حبيباً فارقك او صديقاً رحل عنك

اجربت دموعا تذرفها تسأل الله أن يرزقك الانس به ويصرف عنك حزن لغياب حبيب

اجربت احتساب من فقدته من احبابك وقلت لاحول ولاقوة الا بالله

هل جربت حين تصاب بمصيبة أن تتبع نهجاً ربانا عليه نبينا عليه الصلاة والسلام

فترفع كفاً لله داعيا قائلا اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها

قلتها يقيناً ايماناً تسليماً وامتثالاً وتصديقاً

سيخلفك الله خيراً منها لكن اصدق الله شعوراً اصدقه يقيناً

بل ربما لا تحتاج كل هذا امتثالك لامر النبي عليه صلوات ربي

يكفيك لتكون عبدا متبعاً

فلنلون حياتنا بالوان الفرح

لنلونها بالوان اليقين

لنلونها بألوان الاتباع لمنهج الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام

لنجعل من حياتنا لوحة رائعة يتسابق الناس لرؤية جمالها وجاذبيتها

وروعة الرسام الذي رسمها فنجدهم يطلبون عونه

يطلبون أن يعلمهم كيف يبدعون مثله

ابدع فالله تعالى جعلك مبدعاً فأكتشف اين يقع ابداعك الذي غيبته عن عالمك

بجهلك وقصر نظرك

سننتظر جميعا لوحتك المشعة الوان فرح وسعادة

لنقدم لك التهاني والتبريكات على روعتك وجمال تحفتك الفنية التي احسنت رسمها

فكن فناناً واخرج من أعماقك أروع ما منحك الله تعالى

--------

بقلمي / نظرة حياء

Nazrt7ia