الرابط في الصحيفة
https://www.3seer.net/163780
هذه العضلة الصغيرة هي مركز إرتكاز كل شيء .
فيها يقول نبينا عليه الصلاة والسلام : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب))
تختلف نبضات القلوب وعواطفه من قلب لآخر ومن إنسان لآخر .
البعض ينبض قلبه رحمة وإنسانية وحباً ورأفة .
وهذه النبضات سعادة تمطر الخير على من يكون حول هذه الفئة من القلوب ، فهم رحمة على من حولهم سرور على المحيطين بهم .
أما تلك النبضات الخبيثة الحاسدة الحاقدة .
فـ هي قاتلة جداً ويظن أصحابها أنها تقتل من تحمل الحقد لهم وليتهم يعلمون أنها تبدأ بهم فتقتلهم تقتل راحتهم وتقتل إنسانيتهم .
وصدق من قال ما أعدل الحسد بدأ بصاحبه فقتله .
والمصيبة في هؤلاء من أصحاب النبضات القاتلة والقلوب الحاقدة ، أنهم فقدو القدرة على التفكير وشلت عقولهم أحقادهم فلا يرون إلا الشر ولا يضمرون إلا الأذى .
وتبدأ رحلتهم في كيد المكائد ودس الدسائس و لا يُشغل عقلولهم إلا كيف يدمرون من حولهم .
غابت عقولهم حين توحشت نبضاتهم ، نسو بل تناسوا أن هذه النبضات القاتلة لو توقفت لحظة لتوقفت حياتهم بأكملها وقد حصدوا دعوات مظلوم .
العجيب أن العقل قد فقد القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب و مكانه القلب فـ الله تعالى يقول وقوله الحق : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
إذاً فالعمى عمى البصيرة والجنون جنون القلب والقلب النابض بالحقد لا يرى سوء أفعاله ولا جريمة نبضاته .
يظن صاحبه أنه يحسن صنيعاً يفرح حين يرى غريمه متألماً لا يعلم أن جريمته في حق الآخرين ستودي به سبل الهلاك إن لم يكن هنا فهناك أمام العزيز الجبار حين يقضي سبحانه بين العباد .
فليراجع كلٌٍ منا نبضاته فما أجمل أن تكون نبضاتنا كغيث يغيث قلوب من هدهم الحزن وارهقتهم هموم الحياة ، و قست عليهم ظروف المعيشة .
لتنبض بحبهم قلوبنا وبرحمتهم أرواحنا فالرحمة هي دليل للإنسانية فمن لا يرحم لا يُرحم .
بقلمي